تأثير موجة الحرارة على الحياة اليومية في المغرب صيف 2025
يشهد المغرب خلال صيف 2025 موجة حرارة استثنائية، حيث تجاوزت درجات الحرارة في بعض المناطق 48 درجة مئوية، خصوصا في مناطق الجنوب والشرق. هذا الارتفاع الكبير في درجات الحرارة ليس مجرد ظاهرة عابرة، بل أصبح يؤثر بشكل مباشر على الحياة اليومية للمواطنين والاقتصاد المحلي وصحة الناس. ومع تزايد تأثير التغير المناخي، صار لزاما على الجميع التكيف واتخاذ الاحتياطات اللازمة.
حسب المديرية العامة للأرصاد الجوية، سجلت مدن مثل مراكش وورزازات درجات حرارة فاقت 46 درجة مئوية، بينما وصلت في مناطق سوس والراشيدية إلى مستويات قياسية. ويعتبر هذا الارتفاع نتيجة مباشرة لموجة الحر القادمة من الصحراء الكبرى، والتي تؤثر على شمال إفريقيا عامة.
المقارنة مع السنوات الماضية توضح أن صيف 2025 هو الأشد حرارة خلال العقد الأخير. ويخشى الخبراء أن تتكرر هذه الظواهر بوتيرة أكبر في المستقبل.
ارتفاع الحرارة تسبب في زيادة حالات الإجهاد الحراري وضربات الشمس، خاصة بين كبار السن والأطفال والعمال في الهواء الطلق. وأعلنت وزارة الصحة عن تسجيل مئات الحالات التي احتاجت تدخلا عاجلا بسبب فقدان السوائل وارتفاع درجة حرارة الجسم.
من بين أهم الإرشادات التي قدمتها الوزارة:
شرب كميات كبيرة من الماء بانتظام.
تجنب الخروج في فترات الظهيرة.
ارتداء قبعات وملابس قطنية خفيفة.
التواجد في أماكن ظل أو مكيفة كلما أمكن.
لم تسلم الفلاحة من تأثير موجة الحرارة، إذ تضررت بعض الزراعات الموسمية بسبب نقص المياه وارتفاع درجة التبخر. واضطر العديد من الفلاحين إلى استعمال كميات إضافية من مياه السقي لإنقاذ محاصيلهم. في المقابل، سجلت خسائر في بعض المزروعات مثل الطماطم والبطيخ وبعض الحبوب.
قطاع الكهرباء أيضا عرف ضغطا كبيرا بسبب الاستعمال المفرط للمكيفات والمبردات، ما أدى إلى انقطاعات متفرقة في بعض المدن. وتبذل السلطات مجهودا للحفاظ على استقرار التزود بالكهرباء والماء الصالح للشرب.
في إطار مواجهة هذه الظاهرة، أصدرت السلطات المحلية عدة تنبيهات وتحذيرات، ودعت السكان إلى الالتزام بتوصيات السلامة. كما أعلنت بعض الجماعات المحلية عن فتح مراكز إيواء مؤقتة مجهزة بالمبردات لاستقبال الفئات الهشة التي لا تتوفر على تجهيزات تكييف.
من جهتها، انخرطت جمعيات المجتمع المدني في حملات توعية وتوزيع المياه الباردة والقبعات على المارة والعمال في الشوارع والأسواق.
اضطر الكثير من الناس إلى تغيير نمط حياتهم لتفادي مخاطر الحرارة، فأصبح الخروج مقتصرا على الفترات الصباحية والمساءية. وتزايد الإقبال على الشواطئ والمنتزهات المظللة هربا من لهيب الشمس. كما ارتفع الطلب على المراوح والمكيفات، ما رفع أسعارها بشكل ملحوظ في بعض الأسواق.
في الوقت نفسه، لجأ بعض أصحاب المتاجر إلى تقليص ساعات العمل خلال الظهيرة، حفاظا على صحة الموظفين والزوار.
تشير توقعات الأرصاد الجوية إلى استمرار موجة الحرارة على مدى الأسبوعين المقبلين، مع إمكانية انخفاض طفيف في بعض المناطق الساحلية. وينصح المختصون بمواصلة الالتزام بإجراءات الوقاية والتخطيط الجيد للأنشطة اليومية.
0 التعليقات:
إرسال تعليق
ممكن ان اعلق